في جميع هذه النزاعات استخدِم العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات كأداة للحرب، سواء من خلال الانتهاكات الجنسانية أو الإهمال أو الاستغلال السياسي. ومما يؤسف له أن قد تجاهل النساء في جهود صنع السلام في السودان رغم أنهن كن الفئة الأكثر تضرراً. وتمثل النساء غالبية ضحايا النزوح واللجوء في المخيمات على سبيل المثال، في عام 1983 كانت غالبية النازحين في معسكرات الكنابي من الإناث. وفي الوقت الحالي، فإن النسبة الأكبر من النازحين واللاجئين في المخيمات هم من النساء والفتيات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء هن أمهات الجنود الأطفال، وزوجات الجنود والمتمردين، وكذلك أمهات الأطفال المولودين من الحرب. وقد أدى غياب سياسات العدالة والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية إلى تعريض النساء والفتيات لهذه الانتهاكات. كما أن القوانين التقييدية والقمعية مثل قانون النظام العام تزيد من إيهان حقوق المرأة في السودان.
سلطت ثورة ديسمبر 2018 الضوء على الدور المهم للمرأة حيث مثلت النساء 60 ٪ من المتظاهرين. ومع ذلك، اتُهمت الأطراف المتحاربة بارتكاب العديد من الانتهاكات ضد النساء والفتيات في الحرب الجارية الآن في السودان. ويوثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في هذا التقرير تجارة الدعارة القسرية في مدينة نيالا، جنوب دارفور، كدراسة حالة لما يجري في السودان. ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على الوضع وتقديم معلومات حول الممارسة المتنامية كأحد تأثيرات حرب السودان على النساء والفتيات.